أبنية الفراغ


أبنية الفراغ/ رواية جديدة لمحمد عز الدين التازي "أبنية الفراغ" هي الرواية العشرون، التي تصدر مع مطلع العام الجديد 2009، للروائي والقاص المغربي محمد عز الدين التازي.


 روائي وقاص مغربي مداوم على الكتابة والنشر، يراهن على الكتابة ولا شيء غيرها. في هذه الرواية، يُجَدِّدُ من عوالم متخيله الروائي بالاقتراب من أوضاع مجتمعية تمس الدعارة وتجارة المخدرات والهجرة السرية، ومن خلال تناول سردي حكائي يشير إلى فاجعة مجتمع يراهن على التحول، ولكنه يصطدم بمعيقات من صلب تَكَوُُّنِهِ، أي ما يزعزع القيم والأخلاقيات، ويطرح المستقبل كسؤال أخلاقي عبر مجتمع فَقَدَ أخلاقيته فنالته الحرائق من كل جانب، حريق في "ملهى كوبا كابانا" في الدار البيضاء وحريق آخر في "محل القفطان الذهبي" في طنجة. بذلك لا تنتقم الرواية من أبطالها، لأن الحرائق هي من صنع أيديهم، ولكنها تمارس نقدا اجتماعيا، كما تمارس خوضا في أسئلة مجموعة من الذوات (التي هي شخصيات الرواية). أسئلة تتراوح بين معنى الحياة ومعنى التدين ومعنى الوجود. تتداعب الرواية عبر ضمير الأنا بمحكيات لشخصيات تتعارض في معنى وجودها في واقعها الاجتماعي، لكنها كلها تلتقي في سؤال عن الخلاص. تصنيع روائي جديد، ومغامرة جديدة في الكتابة التي تخترق أبعاد مجتمعها، وصوغ روائي متماسك. تلك هي بعض السمات الدلالية والجمالية ل"أبمنية الفراغ"، الصادرة في طبعتها الأولى، 2009، عن مؤسسة سليكي إخوان بطنجة، والمنشورة بدعم من وزارة الثقافة المغربية، في 226 صفحة من القطع المتوسط. على طي الغلاف الأول، نقرأ كلمة للقاص والمفكر العراقي المقيم في المغرب، الدكتور علي القاسمي: "محمد عز الدبن التازي كاتب حداثي، فقد سعى منذ أواخر الستينات إلى هدم الأسوار الوهمية بين الأجناس الأدبية، وإلغاء الحدود المصطنعة بين ألأنواع المختلفة لفعل الكتابة، فَأَلَّفَ روايات تحفل بالتعدد على مستوى الأشكال الفنية والفضاءات والشخصيات والأصوات السردية والمستويات اللغوية. لقد مارس الكتابة التجريبية إيمانا منه بأن التجريب مستوى من مستويات الحداثة". وعلى طي الغلاف الثاني للرواية نقرأ كلمة للناقد الشاب الدكتور عبد المالك أشهبون جاء فيها:" من يكون ابن ضربان الشرياقي ومن يكون محمد عز الدين التازي؟ أيهما الحقيقة والوهم، وأيهما الصوت والصدي، وأيهما الواقع والخيال؟ أسئلة تتناسل في نواة هذه الأنا المنقسمة على نفسها، وتتوالد من رحمها الخلاق". تُزَيِّنُ واجهة غلاف الرواية لوحة للفنان محمد الجعماطي.


الكتابة

هكذا تكلم محمد عز الدين التازي إعداد عزيز الحاكم _ 1 _ الكتابة مختبر للإشغال، تتخلق فيه المواد الحكائية وتتنظم، وبهذا المعنى فهي ليست مج...